أنت هنا

بيان بمناسبة اليوم الدولي للقابلة

صادر عن الدكتور باباتوندي أوشيتيمن، المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان،

وفرانسيس داي ستيرك، رئيسة الاتحاد الدولي للقابلات

على مدى العقدين الماضيين، انخفضت معدلات وفيات الأمهات على الصعيد العالمي بما يناهز النصف. وخلال الفترة نفسها، زادت معدلات توافر القابلات الماهرات بنسبة 15 في المائة، حيث أصبحت كل حالتين من بين ثلاث حالات ولادة مصحوبتين بوجود أحد الأخصائيين الصحيين الماهرين. وإذ لم يتبق أكثر من 600 يوم على حلول الموعد النهائي المحدد لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية، يقتضي الأمر بذل جهود متضافرة لزيادة حجم التدخلات الفعالة من حيث التكلفة الرامية إلى تثقيف القابلات وغيرهن من المتخصصات في مجال القبالة وتزويدهن بالمهارات اللازمة في هذا المجال. فهذه الاستثمارات لها أهميتها البالغة لتعجيل بالجهود الرامية إلى تحسين الصحة النفاسية وبلوغ الهدف 5 من الأهداف الإنمائية للألفية، وهو أحد الأهداف التي يواجه بلوغها تأخراً شديداً.

إن توفير فرص الحصول على الرعاية الصحية الجيدة هو حق أساسي من حقوق الإنسان. ومع ذلك، فإن هناك قرابة 40 مليون امرأة لا تحظى بوجود رعاية صحية متخصصة عند الوضع، الأمر الذي يضاعف من خطر التعرض للموت أو العجز سواء بالنسبة إلى الأم أو الوليد. إن العالم اليوم في حاجة إلى القابلات أكثر من أي وقت مضى. ومن شأن الاستثمار في توفير القابلات أن يساعد على تجنب حدوث أعداد كبيرة تصل إلى 000 290 من الوفيات النفاسية وثلاثة ملايين حالة وفاة بين المواليد والتي تحدث كل عام جراء عدم توافر الأخصائيين الصحيين النظاميين وذوي التعليم الجيد فضلاً عن عدم توافر المرافق الصحية الكافية. ذلك أن القابلات يحققن ما هو أكثر من مجرد المساعدة في عملية الوضع: فهن يقمن أيضاً بتوفير معلومات وخدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة، بما في ذلك الرعاية قبل الولادة وبعدها إلى جانب خدمات تنظيم الأسرة.

وسوف تنشر أدلة وشواهد جديدة على العائدات التي يمكن أن تحققها الاستثمارات في مجال القبالة في حزيران/يونيه 2014 لدى إطلاق التقرير الثاني عن حالة القبالة في العالم وذلك في مؤتمر الاتحاد الدولي للقابلات الذي يعقد كل ثلاث سنوات في مدينة براغ، بالجمهورية التشيكية. وسوف يكشف هذا التقرير – وهو جهد مشترك بين صندوق الأمم المتحدة للسكان والاتحاد الدولي للقابلات – عن أحدث البيانات من 73 من البلدان التي تستأثر بأكثر من نسبة 95 في المائة من حالات الوفيات بين الأمهات والمواليد والأطفال. وستؤدي البيانات الجديدة إلى تحسين قاعدة الأدلة في هذا المجال كما ستساعد على تعبئة القيادات والإجراءات في البلدان ذات العبء الأكبر في هذا المجال من أجل دعم الخدمات الصحية للأمهات والمواليد وتيسير توفير خدمات القبالة عالية النوعية للحوامل ومواليدهن.

وفي هذا اليوم الدولي للقابلة، يطيب لصندوق الأمم المتحدة للسكان والاتحاد الدولي للقابلات أن يشيدا بجميع القابلات الملتزمات اللاتي تفوق خدماتهن حدود الواجب الواقع على كاهلهن، واللاتي تعملن في معظم الأحيان في ظل ظروف بالغة الصعوبة وبموارد محدودة من أجل توفير الرعاية للأمهات والمواليد لكل النساء والفتيات حول العالم.

وإننا معاً نعيد تأكيد تعهدنا بتقديم الدعم للقابلات على الصعيد العالمي في إطار بلوغ هدفنا المتمثل في ضمان أن يكون كل حمل مأمون، وفي أن يصبح تعميم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية للجميع حقيقة واقعة بالنسبة للجميع.