أنت هنا

بالتزامن مع الذكرى الخمسين لنشأة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وهو الجهة الأممية المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية، تم إطلاق التقرير السنوي لحالة سكان العالم يوم 10 أبريل/نيسان على هامش المنتدى العربي للتنمية المستدامة والذي انعقد في بيروت، لبنان. حضر حفل الإطلاق السيد ريشار قيومجيان، وزير الشؤون الإجتماعية اللبناني، والدكتورة رولا دشتي، المديرة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا.

تحت عنوان: "مهمة تنتظر الإنجاز"، يتتبع التقرير التقدم الذي أحرزه العالم منذ تبني برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية عام 1994 من قبل 179 دولة، وهو البرنامج الذي شكل ثورة في طريقة التفكير في والعمل على القضايا السكانية بتحويل الاهتمام من الأهداف السكانية لحياة الأفراد. فقد أقر برنامج العمل بحق الأفراد في اتخاذ قراراتهم الإنجابية بشكل حر بما يتضمن قرارات الإنجاب وعدد مرات الحمل وفترات المباعدة بين الحمل والآخر كحق إنساني أساسي. كما أقر برنامج العمل للمرة الأولى بأن تمكين النساء هو شرط لتحقيق التنمية المستدامة.

أثناء حفل الإطلاق، صرح د. لؤي شبانه، المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان في منطقة الدول العربية، بأن الأزمات الإنسانية هي العائق الأكبر الذي يقف في طريق تحقيق وعود المؤتمر الدولي للسكان والتنمية للجميع في المنطقة في ما بعد ذكراه الخامسة والعشرين والتي تحل هذا العام:

"المنطقة العربية تشهد بعضًا من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم. في هذا العام، هناك ما يقدر بـ14.4 مليون امرأة حامل في حاجة للمساعدة الإنسانية في المنطقة العربية."


د. لؤي شبانه، المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان في المنطقة العربية
في حفل إطلاق تقرير حالة سكان العالم. ©UNFPA_Lebanon

ويلتزم صندوق الأمم المتحدة للسكان بمهمة العمل على إنهاء وفيات الأمهات، وإنهاء الاحتياجات غير الملباة في مجال تنظيم الأسرة، وإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارة. وتقع كل تلك الالتزامات في القلب من برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، وكجزء لا يمكن فصله عن أجندة أهداف التنمية المستدامة. ويظهر تقرير حالة سكان العالم لهذا العام أن المنطقة العربية قد أحرزت تقدمًا كبيرًا في تلك المجالات في العقدين الماضيين.

فهناك عدد غير مسبوق من النساء ممن بإمكانهن الوصول لخدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة في المنطقة، وقد ارتفع انتشار استخدام وسائل تنظيم الأسرة الحديثة بين النساء في عمر الإنجاب من 33 في المائة عام 1994، لـ43 في المائة عام 2019.  كما انخفض معدل وفيات الأمهات بنسبة 43 في المائة في الخمس وعشرين عامًا الماضية. وانحسرت الممارسات الضارة المتعلقة بالأعراف مثل تشويه الأعضاء التناسلية وزواج الأطفال.

ولكن يظهر التقرير أيضًا أن هناك قدرًا كبيرًا من غياب المساواة في قدرة النساء على الوصول لخدمات الصحة الإنجابية وخدمات تنظيم الأسرة طبقًا لمستوى دخولهن أو مناطقهن الجغرافية أو انتمائهن لأقليات مهمشة.

كما أن الأزمات الإنسانية المتعددة في المنطقة أدت لارتفاع معدلات وفيات الأمهات وزواج الأطفال في تلك المناطق. وبالرغم من انحسار عادة تشويه الأعضاء التناسلية ببطء بين الأجيال الأصغر على مدار العقدين السابقين، إلا أن تلك الممارسة لازالت تؤثر على 55% من الفتيات اليافعات في المنطقة في الفئة العمرية من 15 لـ19 عامًا.

وأنهى د. شبانه كلمته قائلاً: "بالرغم من التقدم، إلا أن الطريق أمامنا لايزال طويلاً في سعينا نحو تنمية مركزها الإنسان."

To view an interactive illustration of the report, please visit: unfpa.org/swop